هل من الجيد تناول السمك خلال فترة الحمل؟
تناول السمك خلال فترة الحمل |
تتساءل العديد من الحوامل إن كان بإمكانهن تناول السمك خلال فترة الحمل ..؟!
سيكون الجواب بالطبع نعم.. حتى لو لم تكن الحامل من هواة الأكل البحري بطبيعتها،إلا أن عليها إضافة السمك إلى نظامها الغذائي خلال فترة الحمل بشرط اختياره بعناية.
تحتاج المرأة الحامل 27 ملغ من الحديد على الأقل يومياً، لتجنب الإصابة بفقر الدم، و71 غرام من البروتين يومياً، لدعم نمو الطفل، ومراعاة التغيرات الفيزيائية التي تحصل في جسم المرأة خلال فترة الحمل.
تشير الدراسات الى أن الأسماك توفر مجموعة من العناصر الغذائية المهمة لنمو الطفل وصحة الحامل، كالحديد، والبروتين،وفيتامينD.والأوميغا3 والـ DHA والـ EPA . هذه العناصر التي يصعب توفرها في الأطعمة الأخرى، والتي تساعد على تقليل الالتهابات، وزيادة نمو دماغ الطفل.كما أن الأسماك تحوي على دهون مُشبّعة أقل من باقي اللحوم،وغنية بالعناصر الغذائية التي تعتبر ضرورية لنمو الجنين وصحة الحمل.
من ناحية أخرى.. من المحتمل أن تحتوي الأسماك على عناصر ضارة كالزئبق، الذي يمكن أن يسبب الأذى لنمو دماغ الطفل، وجهازه العصبي.
يتفق معظم خبراء التغذية على أنه ينبغي على النساء خلال فترة الحمل تناول بعض الوجبات من السمك، بحيث توصي المبادئ التوجيهية الغذائية لعام /2015/للأمريكيين بتناول 8 إلى 12 أوقيةأسبوعياًمن المأكولات البحرية أثناء فترة الحمل والرضاعة، بشرط أن تكون منخفضة الزئبق، ولكن.. قد يكون من المحير اختيار نوع السمك الأفضل أوالمناسب!.
إليك هنا بعض الإرشادات لمساعدتك على الحد من التعرض للزئبق، مع الحصول على العناصر الغذائية المهمة التي تحتاجينها أنت وطفلك من السمك خلال فترة الحمل.
كيف يدخل الزئبق في تركيبة السمك ؟
الزئبق موجود في كل مكان حتى في الهواء الذي نتنفسه، حيث يتشكل الزئبق من بعض المصادر الطبيعية مثل البراكين وحرائق الغابات، أو يتم إطلاقه بالهواء عن طريق محطات توليد الطاقة، ومصانع الإسمنت، وبعض المصانع الكيميائية والصناعية.
وقد استخدم الزئبق لعقود من الزمن في صناعة موازين الحرارة، والترموستات، والأضواء الفلورية، والعديد من المنتجات الأخرى،وعندما تنتهي هذ ه العناصر في مكب النفايات، يتم إطلاق الزئبق.
عندما ينحل الزئبق في الماء يتم تحويله بفعل البكتيريا إلى ميثيل الزئبق، حيث تمتص الأسماك هذا المركب من الماء الذي تسبح فيه،أومن الكائنات الحية التي تتناولها، وبذلك يرتبط ميثيل الزئبق في عضلات الأسماك ويبقى هناك حتى بعد طهي السمك.
ماهي المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الحامل في حال تناولت السمك الحاوي على الزئبق؟!
يمتص جسمك بسهولة ميثيل الزئبق من الأسماك، وفي حال الحمل يعبر ميثيل الزئبق المشيمة.
أظهرت العديد من الدراسات، أن التعرض حتى لجرعات قليلة من ميثيل الزئبق خلال فترة الحمل، يمكن أن يُضعف من نمو الدماغ والجهاز العصبي لدى الجنين، بحيث تتراوح النتائج من خفيفة إلى شديدة وفقا لوكالة حماية البيئة ( EPA )، وقد تتأثر المهارات المعرفية مثل الذاكرة، والانتباه، واللغة، والمهارات الحركية، والرؤية.
لم لا يجب التوقف عن أكل السمك؟
تعتبر الأسماك خيارا غذائياً جيداً خاصة أثناء فترة الحمل،حيث أظهرت دراسة دنماركية كبيرة، أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم كمية أكبر من الأسماك أثناء فترة الحمل بمعدل 14 أوقية في الأسبوع، يملكون مهارات حركية، ومعرفية أفضل في الـ 6أشهر إلى18شهر الأولى،من أولئك الذين تناولت أمهاتهم كمية أقل من الأسماك حيث كانوا أقل درجة نمو.
كما تشير بعض الدراسات أيضا أن تناول السمك خلال فترة الحمل، قد يساعد في الوقاية من الولادة المبكرة، أو انخفاض وزن المولود.
ماهي أنواع السمك التي يُفضل أكلها؟
أنواع السمك المفضل أكلها للحوامل |
تشمل الاختيارات الجيدة سمك السلمون، و البلطي، وسمك القد والقريدس، والسرطان والأنشوجة، والرنجة، والسردين، والشاد.
تنشر جامعة بورد Purdue University بطاقة محفظة يدوية تخبرك أين تقع معظم الأسماك التجارية على نطاق تلوث الزئبق، والكمية المناسبة منها للأكل.
لدى بوردو أيضا تطبيقات iPhone/iPod المجانية التي يمكن أن تساعدك على تتبع استهلاك المأكولات البحرية، وتقدير استهلاكك من أوميغا3 والزئبق، ومركبات الفينيل متعدد الكلور، وهي مجموعة من الملوثات الصناعية التي يمكن أن تضر بالنظام العصبي لطفلك.
ماهي أنواع السمك التي يجب تجنبها تماماً؟
أما أنواع السمك التي تنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA )، ووكالة حماية البيئة (EPA ) النساء في سن الإنجاب والأطفال تجنبها، هي أربعة أنواع، سمك أبو سيف، وسمك القرش، سمك الأسقمري (الماكريل)، وسمك البلاط من خليج المكسيك.
في حين أن خبراء آخرون يدعون إلى توسيع القائمة، ويوصي تشارلز سانتيري المتخصص في علم السموم بجامعة بوردو أيضا بتجنب جميع أسماك التونة الطازجة أو المجمدة، وسمك القاروس، وسمك البحر التشيلي، وسمك النهاش الذهبي، والمارلن، والخشبة البرتقالية، والسريولا، ومقبس الكرفالي، والوجه من البحيرات العظمى.
ويوصي أيضاً بعدم تناول سمك الجهير والقنص المخطط، اللذان يمكن أن يحويان على نسبة عالية من الزئبق ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور.
ويفضل تجنب السمك النيء السوشي بسبب مخاطر التسمم الغذائي، والأطعمة البحرية المبردة والمدخنة بسبب الجراثيم الليستيرية.
ماذا عن التونة المعلبة ؟
هناك بعض الخلاف عندما يتعلق الأمر بالتونة المعلبة.
تقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إن تناول التونة المعلبة لا بأس بها، ولكنه يقترح الحد من تناول سمك التونة البيضاء الذي فيه نسبة أعلى من ميثيل الزئبق.
كما تقول إرشادات جامعة بوردو أنه من المستحسن تناول ما يصل إلى 12 أوقية في الأسبوع من التونة الخفيفة المعلبة، لكنها توصي بتقليل استهلاكك من التونة البيضاء المعلبة الى 4 أوقية في الأسبوع.
في حين يوصي خبراء آخرون مثل إدوارد جروث، وهو مستشار مستقل لسلامة الأغذية والصحة البيئية، وعالم بارز في اتحاد المستهلكين، بتجنب تناول سمك التونة المعلبة بالكامل، حيث يشير جروثإلى أن التونة المعلبة هي أكبر مصدر لميثيل الزئبق في النظام الغذائي الأمريكي.
كما أن مجلة Consumer Reports توصي أيضاً بتجنب جميع أشكال التونة المعلبة، حيث وجدوا أن سمك التونة الأبيض يحتوي على مستويات عالية من ميثيل الزئبق باستمرار، وبعض أنواع التونة الخفيفة (منخفضة السعرات الحرارية)التي تحوي مستويات عالية أيضا من ميثيل الزئبق، لذا فهي لا تستحق المخاطرة.
جودة طهي السمك:
عند الشك في أمر الأسماك التي تم اصطيادها وطازجيتها، ينبغي تفحصها من أجل الاطمئنان قبل تناولها، وفيما يلي بعض معايير جودة السمك :
· عيون صافية لامعة.
· جلد سليم.
· رائحة المياه المالحة خفيفة أو منعشة.
· ملمس اللحم نابضي (بمعنى أن تعود إلى شكلها الطبيعي بعد ضغطها).
· باردة (حيث تحفظ بدرجة حرارة تحت(40 درجة فهرنهايت)أو (4,5ودرجة سلسيوس )
كيف يمكنني معرفة كمية الزئبق الموجودة في جسدي؟
من السهل معرفة كمية الزئبق في جسدك من خلال اختبار الدم أو في عينة شعر منك، ولكن لا يوصى بهذا الاختبار بشكل روتيني، إن اتباع الإرشادات المذكورة أعلاه لمقادير وأنواع الأسماك التي يجب تناولها يجب أن يساعد في الحفاظ على مستويات الزئبق في نطاق آمن.
وبذلك ندرك أنه من الأهمية بمكان تناول النساء للسمك خلال فترة الحمل، لما يحوي من فوائد لا يمكن أن يستعاض عنها بأطعمة أخرى، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار التمييز بين الأنواع الجيدة والسيئة، والمناسبة وغير المناسبة، والتأكد من جودة وصلاحية السمك قبل تناوله، والحفاظ عليه في درجة حرارة مناسبة إن لم يتم تناوله مباشرة.
المصادر:
حقوق الصور محفوظة لدى:
0 comments :
إرسال تعليق